ینقل داعیة البهائیین جون أسلمنت قصة زواج عبدالبهاء عن أحد المؤرخین البهائیین، بدون أن یسمیه، فیقول: «کانت مسألة تزویج عبدالبهاء فی أثناء شبابه بزواج لائق من المسائل الهامة عند الأحباء. و تقدم الیه أشخاص کثیرون لیحظوا عنده بتاج الافتخار بانتساب عائلتهم الیه. و لم یظهر عبدالبهاء میلا للزواج مدة مدیدة، و لم یعرف أحد حکمة ذلک. و لکن علم فیما بعد، أن احدی البنات قدر لها أن تکون زوجة لعبد البهاء، و هی تلک التی ولدت بعد تبریک السید الباب لوالدیها فی
أصفهان. و کان والدها میرزا محمد علی عم «سلطان الشهداء» و «محبوب الشهداء«، و أسرتها من أشهر و أنبل الأسر فی أصفهان. و أثناء وجود الباب فی أصفهان، لم یکن للمیرزا محمد علی أبناء، و کانت زوجته تشتاق الی طفل. فلما سمع السید الباب بذلک، أعطاه شیئا من طعامه و أوصاه أن یقتسمه مع زوجته. و بعد أن أکلاه تحققا من نیل آمالهما فی الذریة، حیث ولدت لهما بنت سمیاها منیره خانم. و بعد ذلک ولد لهما ولد سمی سید یحیی، ثم ولد لهما غیرهما. و بعد مدة توفی الوالد، و استشهد أبناء عمها بأمر من السلطان و فتوی العلماء و وقعت الأسرة فی متاعب و اضطهادات مریرة لأنها کانت بهائیة. فأذن بهاء الله لمنیره خانم و لأخیها سید یحیی بالحضور الی عکاء حمایة لهما. و أظهر بهاء الله و زوجته «نواب» والدة عبدالبهاء رأفة و محبة لمنیرة، بدرجة أن الناس فهموا أنهما یرغبان فی أن تکون زوجة لعبدالبهاء. و أصبحت ارادة الوالدین ارادة عبدالبهاء أیضا. و قد تم القران بکمال الألفة و المحبة و مرت الأیام بالروح و الریحان«.
و یضیف أسلمنت أن زواجهما کان سعیدا و موفقا و عاش لهما من الأبناء أربع بنات بقین أحیاء رغم مشاق السجن الطویل (1).
و بناته هن: ضیائیة و قد تزوجها المرزه هادی أفنان والد شوقی أفندی، و طوبی و قد تزوجها المرزه محسن أفنان، و روحا خانم و قد تزوجها المرزا جلال، و منور خانم و قد تزوجها المرزا أحمد یزدی قنصل ایران فی بورسعید (2).
1) »منتخبات من کتاب بهاء الله و العصر الجدید«، جون أسلمنت، ص 60 و 61.
2) »عبدالبهاء و البهائیة» لسلیم قبعین، ص 37 – «البابیون و البهائیون» لعبدالرزاق الحسنی، ص 45.