جعل الباب الزواج برضاء الزوجین دون ولی أو وکیل و رتب صیغة العقد هکذا: «اننی أنا الله رب السموات و الأرض رب کل شیء رب ما یری و ما لا یری رب العالمین«.
و حرم النکاح مع غیر البابی أو البابیة، فهو یقول: «و لا یحل الاقتران ان لم یکن فی البیان» (1).
و قد أوجب مهرا لنساء المدن خمسة و تسعین مثقالا من ذهب، و لنساء القری خمسنة و تسعین مثقالا من الفضة، فقال: «لتقترن الباء بالألف بما قد نزلناه فی الکتاب ثم ایای فاتقون، قل فی المدائن خمس و تسعین مثقالا من الذهب ثم فی القری مثل ذلک فی الفیضة الی أن ینتهی تسعة عشر مثقالا… اذا وجد الرضی بینهما ثم عن الانقطاع تنقطعون» (2).
و حظر الباب تحجب النساء و استعمالهن للنقاب، و حلل المتعة و حرم التسری و أباح العقد علی اثنتین فقط. و جعل المهر أدناه تسعة عشسر مثقالا و أعلاه خمسة و تسعین، فاذا ربا علی هذا المقدار و لو قیراطا واحدا بطل النکاح، و فرضه من الذهب علی أهل المدن و من الفضة علی أهل القری، و جعل الزیادة من أدناه الی أعلاه تسعة عشر فتسعة عشر، و یبطل النکاح اذا لم یکن فیه مهر. و جعل العصمة بید الرجل فمن أراد طلاق زوجته هجرها سنة، فان لم یعد الی حبها و لم یندم علی فراقها یطلقها.
فان أراد ردها بعد ذلک فلا تحل له قبل تسعة یوما و لا تحل له أبدا متی أوقع علیها تسع عشرة طلقة (3).
و قد أجاز الباب للزوجین اللذین لم ینجبا أطفالا المسافحة مع زوج آخر للحصول علی طفل (4).
و یمنع الباب الزوجین من السفر کل منهما علی انفراد، فلو سافر واحد منهما لمدة أصول من سنتین «فعلیه أن یدفع لقرینه اثنی و مائتین من ذهب» (5).
و هو یجیز للمطلق أن یراجع مطلقته تسع عشرة مرة. فهو یقول:
»و أذنا اذا أراد أن یرجعا تسعة عشر مرة بعد أن یصبر شهرا لعلکم فی ظل أبواب دون الحق لا تدخلون» (6).
و البابیة تجبر البنت علی الزواج اذا بلغت الحادیة عشر من عمرها (7).
و قد أکثر الباب من العقوبات التی تفرض علی الزوج عدم مقاربة زوجته.
فقضی علی «من یحبس أحدا یحرم علیه أزواجه، و ان یقرب کتب علیه تسعة عشر مثقالا من ذهب فی کل شهر، و ان ینعقد من ماء – یقصد به النطفة – وجب علی الشهداء نفیه و لم یقبل عنه من ایمان أن یا عبادی فاتقون» (8).
أما من یقتل أحدا فیحرم علیه زوجته تسع عشرة سنة فقط، و لیس تحریما مؤبدا، کما هی الحال فی من یحبس أحدا ولو لمدة ساعة، فهو یقول:
»فلا تقتلن نفسا و لا تقطعن شیئا عن نفس أبدا ان أنتم بالله و آیاته مؤمنون.. و لیحرمن علیه کل قرینه تسعة عشر سنة و دلیل فی کتاب الله ان کینونته قد خلقت علی غیر محبة الله و رضائه و یدخل النار بعد موته و لا یغفر الله له أبدا» (9).
و قد فرض الباب علی الأزواج الذین توفیت زوجاتهم أن یتزوجوا فی خلال تسعین یوما، و علی الزوجات أن یتزوجن بعد وفاة أزواجهن فی خلال خمسة و تسعین یوما، فهو یقول:
»فلا یصبرن الحروف بعد ما تقبض حروفاتهن الا تسعین یوما، و لا الحروفات بعد ما تقبض حروفهن الا خمس و تسعین یوما حدا فی کتاب الله لعلکم تتقون، لتشهدن أن الملک لله و کل الیه لیرجعون، و ان صبروا فوق ما کتب الله علیهم أو هن فوق ما کتب الله علیهن بعد ما یستطیعن و یقدرن أو یستطیعون و یقدرون علیهم أن ینفقون تسعین مثقالا من ذهب و علیهن أن ینفقن خمس و تسعین مثقالا من ذهب» (10).
و ذکر البستانی نقلا عن السید جمال الدین الأفغانی عن عقائد البابیة أنه عندهم «یجوز العقد علی اثنتین فقط و الشراء و المتعة بغیر حصر، و علی ما یقال أنه یجوز نکاح الأخت… و یحظر فی مذهبهم استعمال النساء النقاب… و أما نسبتهم الی الاباحیة فهذا من لوازم مذهبهم» (11).
و کتب بروکلمان أن الباب «حرر النساء من الحجاب و أجاز لهن الاختلاط الاجتماعی بالرجال» (12).
1) الباب الخامس عشر من الواحد الثامن من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 234.
2) الباب السابع من الواحد السادس من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 234.
3) »دراسات عن البهائیة و البابیة«، ص 102، مقال الأستاذ محمد فاضل – «البهائیة و القادیانیة«، للدکتور أسعد السحمرانی، ص 109.
4) »بیان» الباب الخامس عشر من القسم الرابع، و الباب الخامس عشر من القسم الثامن – «البهائیة فی خدمة الاستعمار«، ص 28.
5) الباب السادس عشر من الواحد السادس من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 211.
6) الباب السادس عشر من الواحد الحادی عشر من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 211.
7) »مطالع الأنوار» ص 403 – «دائرة المعارف الاسلامیة«، ص 229 ج 3 – «البابیة«، لاحسان الهی ظهیر، ص 212.
8) الباب الثامن عشر من الواحد السابع من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 211.
9) الباب السادس عشر من الواحد الحادی عشر من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 222.
10) الباب العاشر من الواحد العاشر من البیان العربی – «البابیة«، لظهیر، ص 210.
11) »دائرة المعارف«، للبستانی، ص 28، ج 5 – «البابیة«، لظهیر، ص 233.
12) »تاریخ الشعوب الاسلامیة» ص 666 ج 32، ط عربی.