حاول آلان ی. تومبسون فی کتابه «نحو فهم المستقبلیة – مدخل الی دراسة علوم المستقبل«، الذی نشرت وزارة الثقافة فی سوریة ترجمته العربیة عام 1983، الاقتصار علی معالجة مسائل البیئة و الطاقة و ما الیها، لکنه، و هو فی معرض بحثه هذا، لم یغفل الاشارة الی «أن احدی المهام الرئیسیة للقوات المسلحة ینبغی أن تکون تحلیل طبیعة الحرب و أسبابها و البحث عن اضعاف احتمالات نشوبها، مما یمکن أن یقود فی النهایة الی تدویل القوات المسلحة» و الی توجیه الدفاع نحو المشکلات المشترکة، کنقص الطعام و الطاقة و المصادر المختلفة و کذلک التلوث و المخاطر الصحیة… (ص 110(.
و من جهة أخری، فان تومبسون الذی یدعو فی النهایة الی أنه یجب علی الکنیسة أن تقدم التضحیة النهائیة و تجعل نفسها شیئا لا ضرورة له (ص 122) یری فی الوقت ذاته أن علی العلم و الدین أن یندمجا أو أنه یجب علی المعرفة علی الأقل أن تصبح قابلة للانتقال من أحدهما الی الآخر (ص 120(.
و یضیف تومبسون القول: «و نستطیع أن نستنتج من هذا أن الکنیسة اذا کانت محقة، و اذا کنا فعلا سندخل «العصر الألفی السعید» فان علینا أن نکون قادرین علی التقاط بعض علاماته مسبقا. و أحد الأدلة یمکن أن یتجلی فی نمو العلم و الدین معا فی بوتقة معرفیة أکثر تشابکا و اندماجا» (ص 120(.
و من الواضح أن هذه المقولات جمیعا تتطابق مع بعض مقولات البهائیین، کما یبدو واضحا أن طرح مثل هذه الأفکار باختصار شدید، بدون أیة شروح أو تفسیرات، فی اطار کتاب یعالج مسائل أخری، لم یکن بالأسلوب العفوی، بقدر ما هو أسلوب مصمم خصیصا لطرح الأفکار الغربیة التی یقصد الی التسلل بها خلسة الی عقول الناس، و سیلاحظ أن هذا هو أسلوب البهائیین ذاته.
