و أما الرسالة و النبوة فخلاصة ما یعتقدون فیها ما ذکره المازندرانی نفسه فی کتابه:
»و للشموس المشرقة من المشارق الالهیة مقامان أحدهما مقام التوحید و رتبة التفرید، و المقام الآخر مقام التفصیل و الخلق و الحدود البشریة، و فی هذا المقام یوجد لکل منهم هیکل معین و أمر مقرر و ظهور خاص و حدود معینة خاصة کما یسمی کل واحد باسم و توصف بوصف خاص و هم مأمورون بأمر بدیع و شرع جدید، و فی مقام التوحید و سمو التجرید یطلق اسم الربوبیة و الألوهیة و الأحدیة الصرفة علی جواهر الوجود لأنهم جمیعا ساکنون علی عرش ظهور الله… فلو یسمع من المظاهر الکلیة قولهم انی أنا الله فهو حق لا ریب فیه، لأن بظهورهم و أسمائهم و صفاتهم یظهر فی الأرض ظهور الله و أسماء الله و صفاته… و کذلک لو یقولون نحن عباد الله فهذا أیضا ثابت ظاهر؛ لأنهم قد ظهروا فی منتهی رتبة العبودیة» (1).
و متی یأتی الأنبیاء و الرسل أو المظاهر بتعبیر بهائی صحیح؟ یجیب علیه أسلمنت:
»کما انحطت حیاة الرجال الروحانیة و فسدت اخلاقهم یظهر رسول من اعجب الرجال و أعمقهم فیقوم وحده أمام جمیع العالم کرجل بصیر بین رجال عمی» (2).
و یعتقد البهائیون بعدم انقطاع الوحی و الرسالة: «ان القول بانقطاع الوحی بعد محمد صلی الله علیه و سلم له سند فی منطق الواقع» (3).
و «ان هؤلاء العباد لا یقولون باستحالة ظهور مظاهر الأحدیة و لو أن قائلا قال بهذا، فأی فرق بینه و بین قوم یقولون ید الله مغلولة» (4).
و هم مع ذلک یمنعون اتیان الرسل بعد المازندرانی الی ألف سنة معتمدین علی کلامه حیث قال:
»من یدعی أمرا قبل اتمام ألف سنة کاملة انه کذاب مفتر… من یؤل هذه الآیة أو یفسرها بغیر ما نزل فی الظاهر انه محروم من روح الله و رحمته الخ» (5).
و لسائل أن یسأل هل تکون ید الله مغلولة حتی لا یرسل رسولا و لا یظهر مظاهره طوال هذه المدة الغیر القصیرة؟ – حسب قولهم. –
فالتناقص و التعارض من لوازم العقائد البهائیة و کذلک الغموض و التعقید و الاهمال و عدم الافصاح بالقول.
1) »بهاءالله و العصر الجدید«، ص 47 و ما بعد.
2) »بهاءالله و العصر الجدید«، ص 8.
3) »البهائیة» ص 21 ط القاهرة.
4) »الرسالة السلطانیة» للمازندرانی المندرجة فی کتاب «مقالة صالح» لابن المازندرانی، ص 95.
5) »الأقدس» للمازندرانی.