و لم یلبث المجتمعون طویلا، حتی أعلنوا – و بخطة محکمة فیما بینهم – القول: بوجوب النسخ و التجدید و أن من قوانین الحکمة الالهیة فی التشریع الدینی، أن یکون الظهور اللاحق، أعظم مرتبة، و أعم دائرة، من سابقه، و أن یکون کل خلف أرقی و أکمل من سلفه، فعلی هذا القیاس یکون حضرة الباب أعظم مقاما و آثارا من جمیع الأنبیاء الذین خلوا من قبله، و یثبت له الخیار المطلق فی تغییر الأحکام و تبدیلها«.
و کانت «قرة العین» علی رأس المتحمسین للقول بالنسخ، و کانت لها سیطرتها علی جمیع الحاضرین (1) و من کلماتها التی ألقتها فی «مؤتمر بدشت«: لخداع النساء: ان ارتداد النساء فی الشریعة الاسلامیة لا یستوجب حد القتل، بل یستلزم بذل النصح و الاستتابة (2) الخ.»
و من خطبها التی ألقتها فی المؤتمر: «اعلموا أیها الأحباب و الأخیار، اعلموا أن أحکام الشریعة المحمدیة قد نسخت الآن بظهور «الباب«، و أن أحکام الشریعة الجدیدة البابیة تصل الینا، و أن اشتغالکم بالصوم و الصلاة و الزکاة، و سائر ما أتی به محمد، کله عمل لغو، و فعل باطل، و لا یعمل بها الآن الا کل غافل و جاهل، ان مولانا الباب سیفتح البلاد، و یسخر العباد، و ستخضع له الأقالیم السبعة المسکونة، و سیوحد الأدیان الموجودة علی وجه البسیطة، حتی لا یبقی الا دین واحد، هو دینه الحق..» «الحق أوقل: لا أمر الیوم و لا تکلیف، و لا نهی و لا تعنیف.. مزقوا الحجاب بینکم و بین نسائکم، و أخرجوهن من الخلوة الی الجلوة، فما هی الا زهرة الحیاة الدنیا، و ان الزهرة لابد من قطفنها و شمها، شموها بالکیف و الکم، فالزهرة تجنی و تقطف، و للأحباب تهدی و تتحف.. فخذوا حظکم من هذه الحیاة، فلا شیء بعد الممات (3).
1) عن کتاب «البابیون و البهائیون» و غیره…
2) ص 82 من «البابیة» لاحسان.
3) من دراسة تاریخیة للطرائف للدکتور محمود متولی أستاذ التاریخ. نشرها فی جریدة السیاسی الأسبوعیة فی 2 / 9 / 1984 و من «مفتاح باب الأبواب» ص 181، عن حقیقة البابیة و البهائیة ص 97 «.