حتمت الشریعة البهائیة علی أصحابها وجوب مراجعة الأطباء المشهورین اذا مرضوا. فقد جاء فی أقدسهم:
»اذا مرضتم ارجعوا الی الحذاق مت الأطباء. انا ما رفعنا الأسباب بل أثبتناها من هذا القلم الذی جعله الله مطلع أمره المشرق المنیر»
فاذا مات المریض وجب غسله غسلا شرعیا ثم تکفینه «فی خمسة أثواب من الحریر أو من القطن و من لم یستطع یکتفی بواحدة منها«.
و المطلوب من الأثواب قطع القماش التی تکفی لتغطیة الجسد تغطیة تامة ولفا من الرأس الی أخمص القدمین و أن یوضع فی أصبح المیت خاتم تنقش
علیه هذه العبارة:
»قد بدأت من الله و رجعت الیه منقطعا عما سواه و متمسکا باسمه الرحمن الرحیم«.
و لهذا نری أن کل بهائی یحتفظ الیوم بخاتم نقشت علیه هذه العبارة المسطورة أعلاه حتی اذا توفی فجأة أو فی بلد لا یتیسر فیه عمل الختم المطلوب استعمل ذلک الذی أعده من قبل.
ثم ینقل المتوفی الی مرقده الأخیر بین الصمت و الخشوع دون جزع أو فزع، عملا بما جاء فی الأقدس «لا تجزعوا فی المصائب و لا تفرحوا. ابتغوا أمرا بین الأمرین هو التذکر فی تلک الحالة و التنبه علی ما یرد علیکم فی العاقبة«…
علی أن لا تبعد الجبانة التی ینقل الیها أکثر من مسافة ساعة واحدة من المدینة التی توفی فیها سواء أتم النقل بالسیارة أو الطائرة أو الباخرة و أن یدفن «فی البلور و الأحجار الممتنعة أو الأخشاب الصلبة اللطیفة» بعد أن یصلی علیه بالصلاة التی نشرناها من قبل (1) و یقام له «مجلس ختم» تتلی فیه الآیات و المناجاة. و لا تقام له حفلات تذکاریة لا فی أسبوعه، و لا فی أربعینه، و لا بمرور سنة علی وفاته (2) أما من مات قتلا فتجری بحقه المراسیم المذکورة دون غسل.
أما نفقات غسل المیت و تکفینه و دفنه و مجلس الختم الذی یقام لأجله فیدفع کل ذلک من ترکته قبل التصرف بها من قبل ورثته. فان کان المتوفی معدما قام المحفل الروحانی المحلی بهذه النفقات من صندوقه الخاص مهما بلغت من القلة؟ أو الکثرة فان فی کل بلد یقطنه البهائیون محفل خاص ینظم أمورهم
و یرجعون الیهم فی تفهم أوامر دینهم. (3).
1) نص الصلاة فی ص 79 من هذا الکتاب.
2) تخصص للبهائیین مدافن خاصة بمعرفة الحکومات المحلیة فی الجهات، و تکون فی حراسة المحافل الروجانیة.
3) یکون مرکز بهائی فی کل مدینة لا یکون فیها عدد البهائیین تسعة، و یؤسس «محفل روحانی» فی کل مدینة یبلغ فیها عددهم التسعة، و یؤسس فی کل قطر محفل روحانی ملی» یکون عدد أعضائه تسعة ینتخبهم مندوبون من انحاء ذلک القطر.
