أجبنا علی سؤال بعضهم: کیف یمکن أن ینتصر الامام علیهالسلام مع تقنیات الأسلحة المتطورة لدی الدول الکبری و هو من غاب تقیة فی عصر العباسیین؟ و ناقشنا هذا السؤال ببیان خطأ النظر الی الامام علیهالسلام و حرکته، و امکانیاته – بالحسابات التی ینظر فیها للناس الآخرین – و قیاس وظیفته و تعامله فی الظهور علی ما کان فی مرحلة امامته علیهالسلام فی عهد التأسیس، و قلنا: ان الاجابة تقتضی أن نعود لنتذکر ما قلناه فی بیان الحکمة من هذه الغیبة، فقد قلنا هناک انه انتظار للظرف الملائم. و نعنی به أولا أن یتهیأ العالم بصورة عامة فی غایة مساره العلمی و العقلی لتقبل الرسالة الاسلامیة حین تطرح بأبعادها کما أنزلها الله علی رسوله صلی الله علیه و آله و سلم خالیة مما ألحقته بها الاجتهادات المختلفة و التطبیقات التاریخیة البعیدة و هناک أکثر من اشارة واقعیة للقاء حقیقی بین ما انتهی الیه العلم و الفکر و بین أهم الرکائز التی یقوم علیها الدین و الدین الاسلامی خاصة (أشرنا فی الهامش الی شیء من ذلک(.
و ذکرنا أن تقدم العلم تصحبه موضوعیة وسعة أفق من شأنهما ایثار الحق و الاستجابة له، و سقنا سبعة عوامل تتصل بامکانیات الرسالة نفسها من جهة و ما یعطیه الله للامام علیهالسلام فی عصر الظهور من مدی و قدرات لا یبلغها التصور من جهة ثانیة (و ذکرنا ما أشارت الیه الروایات منها) ثم ما لعصر الظهور من خصوصیات ایجابیة و سلبیة (تحدثنا عنها) من شأنها أن تساعد علی هذا النصر من جهة ثالثة.
و قلنا ان هذه العوامل التی تحدثنا عنها بتفصیل، بل بعضها، کافیة للاجابة عن هذا السؤال.