لا توقیت و لکن ثمة علامات. ما ورد عن الأئمة من أهل البیت علیهمالسلام من النهی عن التوقیت و ربطنا ذلک بما ذکرناه من أن ظهوره علیهالسلام منوط بحصول الظرف الذی یتأهل فیه العالم لقبول الرسالة الاسلامیة بکل أبعادها.. و التسلیم بمعرفة و قناعة للهدی الالهی بقیادة آخر الأوصیاء علیهمالسلام.
و تقدیر الظرف لیس جبریا بحکم «اللاجبر و اللاتفویض» و انما بالأسباب و القوانین المتصلة بها فی هذا العالم – کما شاء الله لدی خلقه العالم ابتداء – لیصح التکلیف و المسؤولیة. و اذا کان فی الأسباب ما هو ثابت فان فیها ما هو متغیر، و الخیار الانسانی داخل ضمنها من دون شک. و لذلک فاذا کان بعض
هذه الأسباب فی موقع المقتضی و الشرط فان بعضها قد یکون بالنسبة الیه فی منزلة المانع. و طبقا لهذه العلاقة بین المقتضیات و الشروط و الموانع، بما فیها الخیار الانسانی و الفاعلیة الانسانیة، قد یتقدم هذا الظرف و قد یتأخر… و هو معنی «البداء» کما فسره أهل البیت علیهمالسلام.
لذلک لا مجال للاخبارات القاطعة فی غیر ما هو محتوم، و لهذا السبب نهی الأئمة علیهمالسلام عن التوقیت، أو لأن ظهور الامام بین یدی الساعة کنذیر بعد ختم النبوة – کما هو واضح – من الآیات التی تظهر فی زمنه و الساعة ترتبط بتقدیر کونها تشمل المجموعة الشمسیة أو الحجرة لذلک لا مجال للاخبار بها و ذکروا للظهور و عصره علامات عامة و خاصة. ذکرنا بعد أن بینا الفرق بینهما:
فی البحث الأول: العلامات العامة.
و فی البحث الثانی: العلامات الخاصة.
و یمکن معرفة ما سقناه فی کل منهما فی فهرست الموضوعات.
و فی البحث الثالث
تحت عنوان: انتظار الفرج و الدعاء بتعجیله: ذکرنا ما وجه به الأئمة من أهل البیت علیهمالسلام شیعتهم من المسلمین لدی اشتداد المحن و تتابع الفتن فی ظروف العلامات العامة و الخاصة قبل ظهور الامام علیهالسلام، من انتظار الفرج، و الدعاء بتعجیله… و قلنا: ان الانتظار تملیه العقیدة، لدی المؤمن ببقاء الامام علیهالسلام و غیبته و ظهوره، بطبیعتها، و هو بهذا اللحاظ و ما یصحبه من مصابرة، و تحمل للظروف الموضوعیة القاسیة، و انعکاساتها النفسیة و المادیة: عبادة و جهاد. و هو ما أراد الأئمة علیهمالسلام تأکیده، و بیان قیمته عند الله حین قالوا عن المنتظر لأمرهم: انه کالمتشحط بدمه فی سبیل الله أو کالمیت فی فسطاط علیهالسلام و عسکره، و هو أیضا کما أرادوا أن یکون حین وجهوا الیه: نفی للقنوط و الیأس اطمئنانا بوعد الله سبحانه.
أما الدعاء بتعجیل الفرج الذی هو کما قالوا: فرجنا، فلأنه من الأسباب الکونیة المؤثرة فی تقدیر الظرف المؤهل لظهور الامام علیهالسلام، کأی سبب
کونی آخر بنص القرآن (و قد شرحنا معنی السببیة لایضاح دخول الدعاء فیها فی الهامش) و ناقشنا تحت عنوان، الانتظار لا یعنی ترک العمل ما یتصوره بعضهم من أن الدعوة للانتظار دعوة سلبیة، و تخدیریة بأن الانتظار حالة نفسیة طبیعیة من الترقب لدی المؤمن بمجیء موعود، یلزمها تلقائیا الاستعداد – بما هو المفروض المناسب لاستقباله – و لذلک فهو حافز العمل لا مخدر.