تحدثنا عن نوابه و بعض توقیعاته بوصفها دلیلا هاما یضاف الی ما قدمناه علی کون غیبته علیهالسلام نسبیة، و أنه علیهالسلام حاضر مع الأمة فی کل شأن یتصل بها و ان لم تتح رؤیته – بصورة مفتوحة – للجمیع… و قد وقفنا عند هذا الموضوع خاصة لبیان دلالته بحکم الفترة الطویلة التی تمتد الی ما یجاوز (68) عاما کان فیها النواب القناة الرئیسیة العامة من الأمة الیه علیهالسلام و منه الیها، و أشرنا الی أن هؤلاء النواب ممن لا یدور حولهم شک لدی الأمة من أیة جهة لأمور منها:
1- انهم معروفون لدی الأمة تقی، و ورعا، و أمانة، و علما، و قربا من أئمة أهل البیت علیهمالسلام و کان العلماء من الأمة یدرکون تمیزهم بخصال أوجبت اختیارهم من دون سواهم.
2- کانوا موثقین من الأئمة علیهمالسلام و منصوص علیهم مباشرة أو بالوساطة، و بصورة تجعلهم بمنزلة اللسان و الید أو ممثلین خاصین مطلقین کما جاء فی النصوص التی ذکرناها عن النائب الأول عثمان بن سعید العمری ثم ابنه محمد بن عثمان رضوان الله علیهما ثم الثالث بوساطة الثانی و الرابع بوساطة الثالث.
3- کانت أجوبة الامام المهدی علیهالسلام تصدر علی ید کل واحد من هؤلاء النواب الأربعة بالخط نفسه المعروف للامام علیهالسلام لدی بعض ثقاة الأمة من دون تغییر، و بالدرجة نفسها من حیث الأسلوب و المضمون مما یشیر الی وحدة الجهة التی یصدر عنها النواب.
4- أظهر الله بوساطة الامام علیهالسلام علی ید کل واحد منهم من الکرامات المعجزة ما أعطی دلیلا قائما مضافا علی حقیقة صلتهم به. و ذکرنا نصا للشیخ النعمانی الذی کان معاصرا لهم یشیر الی ذلک، ثم تحدثنا عن کل واحد منهم و أشرنا الی مکانته، و ما صدر عنه من کرامات و علم بما نراه کافیا لتجلیة الدلالة من هذه النواحی الأربع علی کل واحد منهم رضوان الله علیهم. ثم ذکرنا ما صدر علی ید کل واحد منهم من توقیعات بخاصة تلک التی تتصل بموضوع کتابنا من جهة أخری أی ما یصلح أن تکون أساسا لنفی أو اثبات فی موضوعه الخاص بالامام المهدی علیهالسلام من جهة، و بقواعد الغلاة، و أدعیاء البابیة، و مفاهیمهم من جهة أخری و ختمناها بتوقیعه علیهالسلام الصادر الی نائبه الرابع بوقوع الغیبة الکبری، و تکذیب مدعی المشاهدة قبل الصیحة و السفیانی.