و لکن الصهیونیة العالمیة بروافدها المتنوعة؛ و منها البهائیة لا ترید للانسان أن یحتفظ بهذه المکاسب من أخلاق المروءة و الایثار.. و حینما ینطبق علیها وصف معاداة النوع الانسانی فی ماضیه و مستقبله؛ فان هذا الوصف فی بروتوکولات حکماء صهیون؛ یستثنی الیهود؛ الذین تعمل لهم الروافد البهائیة و الماسونیة سواء کانت تدری أولا تدری.
و الثابت أن من یعادی الکیان الأسری انما یظهر عداوته للنوع الانسانی؛ فلولا الأسرة «لم تحفظ صناعة نافعة توارثها الأبناء عن الآباء ثم توارثها أبناء الأمة جمعاء، و لو لا الأسرة ما اجتمعت الثروات التی تفرقت شیئا فشیئا بین الوارثین و غیر الوارثین من الأعقاب، و لو لا الأسرة لاستجاب لدعوة الهدم و التخریب کل من لا خلاق له من حثالات الخلق و نفایاتهم فی کل جماعة بشریة. فالأسرة هی التی تمسک الیوم ما بناه النوع الانسانی فی ماضیه، و هی التی تؤول به غدا الی أعقابه و ذراریه حقبة بعد حقبة و جیلا بعد جیل..» (1).
»لا أمة حیث لا أسرة» کما یقول العقاد رحمه الله؛ بل لا آدمیة، حیث لا أسرة.. و لن ینسی الناس أنهم أبناء آدم و حواء الا نسوا أنهم أبناء رحم واحد و أسرة واحدة، کائنا ما کان تأویلهم لقصة آدم و حواء.. (2).
ثانیا: ان خطة بروتوکولات حکماء صهیون – التی تضمنها البروتوکول العاشر حول تدمیر الحیاة الأسریة بین الأممیین (غیر الیهود(؛ تنفذ الیوم بنجاح عظیم، و الجماهیر التی لا تحسن تقدیر الأمور التی فوق مستواها، لا یعنیها الا اللفظ بما یقال لها دون تمییز، بل کلما انحط الشیء – و لو کان کذبا أو خطأ – کان أقرب الی ذوقها و أرضی لها (3).
و لقد حاول الیهود فی روسیا تحطیم نظام الأسرة لأنه أقوی عقبة ضد نظامهم؛ بل یحاربونه علمیا – عن طریق البهائیة و غیرها – فی کل مکان.
1) العقاد، حقائق الاسلام، و أباطیل خصومه، ص 166.
2) نفسه، ص 166.
3) محمد خلیفة التونسی: الخطر الیهودی، ص 198.