جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

البهائیة و الغاء العبادات

زمان مطالعه: 4 دقیقه

و لقد الغی الباب الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و الجماعة الا فی الجنازة و أباح – علیه اللعنة – نکاح الأخت من أخیها..

و لقد أقام البابیون مؤتمرا عاما فی «بدشت» و هی بلدة فارسیة تقع بین خراسان و مازندران، و دعوا فی هذا المؤتمر الی استماع البشائر التی وردت من قبل الامام المنتظر الذی ظهر، و کل ما ارادوه من هذا المؤتمر هو نسخ البابیة للشریعة الاسلامیة، و فی خلال المناقشات اندفعت «قرةالعین» و لهذه المرأة تاریخ أسود فی جبین البهائیة نمسک هنا عن ذکره أدبا و حیاء.. قد اندفعت هذه المرأة مسفرة تتلهب أنوثتها الفاجرة و تقتل بفتنتها الطاغیة فاعتلت منصة الخطابة و قالت: «اسمعوا أیها الأحباب و الاغیار، اعلموا ان أحکام الشریعة المحمدیة قد نسخت الآن بظهور الباب، و أن أحکام الشریعة الجدیدة البابیة لم تصل الینا، و ان اشتغالکم الآن بالصوم و الصلاة و الزکاة و سائر ما أتی به محمد کله عمل لغو، و فعل باطل و لا یعمل بها بعد الآن الا کل غافل و جاهل.

ان مولانا الباب سیفتح البلاد، و یسخر العباد و ستخضع له الأقالیم السبع المسکونة و سیوحد الأدیان الموجودة علی وجه البسیطة حتی لا یبقی الا دین واحد و ذلک الدین الحق هو: دینه الجدید و شرعه الحدیث و بناء علی ذلک أقول لکم: و قولی هو الحق و لا أمر الیوم و لا تکلیف و لا نهی و لا تعنیف فاخرجوا من الوحدة الی الکثرة و مزقوا هذا الحجاب الحاجز بینکم و بین نسائکم بأن تشارکوهن

بالأعمال، و تقاسموهن بالأفعال و اصلوهن بعد السلوة، و اخرجوا من الخلوة الی الجلوة فما هن الا زهرة الحیاة الدنیا و ان الزهرة لا بد من قطفها و شمها، لأنها خلقت للضم و الشم، و لا ینبغی ان یعد أو یحد شاموها بالکیف و الکم فالزهرة تجنی و تقطف و للأحباب تهدی و تتحف، و أما ادخار المال عند أحدکم و حرمان غیرکم من التمتع به و الاستعمال فهو أصل کل وزر و أساس کل و بال ساو وا فقیرکم بغنیکم و لا تحجبوا حلائلکم عن أحبابکم اذ لا ردع الآن و لاحد و لا منع و لا تکلیف و لا صد فخذوا حظکم من هذه الحیاة فلا شی‏ء بعد الممات«.

هذه الخطبة العینیة تمثل جوهر الدیانة البهائیة التی أنشئت فی القرن الماضی لتعمل ضمن الجماعات الصهیونیة غیر العلنیة؛ و یمکن تلخیص مبادی‏ء البهائیة فیما یلی: (1).

1 – ابطال الجهاد و رفع شعار السلام بین الظالم و المظلوم و ضرورة الخضوع لکل حاکم و لو کان ظالما أو مستعمرا أجنبیا، و فی هذا یقول «عبد البهاء» للبهائیین: «.. و تکونوا خاشعین للسدة الملکیة لکل ملک، و ان تخدموا الملوک بنهایة الصداقة و الأمانة، و تکونوا مطیعین لهم و محبین لخیرهم، و ألا تتدخلوا فی الأمور السیاسیة من غیر ارادتهم و اجازتهم«.

2 – فصل الدین عن الدولة و الدعوة للنظم العلمانیة و الخضوع لها.

3 – اباحة الربا: فیقول المیرزا حسین – و هو ما یسمی بالبهاء الذی أعلن نفسه الها بعد ادعائه انه هو المسیح الذی عاد الی الدنیا بعد رفعه حیا الی السماء – یقول هذا الا له المزیف فی اباحة الربا: «.. لذا فضلا علی العباد قررنا الربا کسائر المعاملات المتداولة بین الناس أی ربح النقود، فمن هذا الحین نزل فیکم الحکم المبین من سماء المشیئة صار ربح النقود حلالا طیبا طاهرا» (2).

4 – اباحة الخمر و الخنزیر و الغاء أصول الذبح الاسلامی التی ورد ذکرها فی القرآن الکریم و بث الاستخفاف بها عند المسلمین رغم صریح الآیة الکریمة: «و لا تأکلوا مما لم یذکر اسم الله علیه و انه لفسق و ان الشیاطین لیوحون الی اولیائهم لیجادلوکم و ان اطعمتموهم انکم لمشرکون» (3).

5 – تحریم الحجاب و الدعوة الی السفور مع اطلاق العلاقات الکاملة بین الجنسین من دون حدود (4) – نلاحظ بعد اکتمال السفور حتی العری الکامل فی ملابس البحر و الرقص و السهرة کان التکثیف بین الکتاب و الا کادیمیین مدعی العلمیة هو الترویج لاطلاق العلاقات الحرة – الزنا – بین الجنسین مع التحوط من النسل تحت الشعار البراق: «الصدق مع المشاعر» (5).

6 – الانسلاخ من التراث الاسلامی و اللحاق برکب التبعیة الاوربیة، یقول عبدالبهاء «أصبحت المدنیة الغربیة متقدمة عن الشرقیة و أصبحت الآراء الغربیة أقرب الی الله من آراء الشرقیین (6).

7 – انکار القیامة و البعث بعد الموت فیقول کتابهم «البیان«: «.. تکون الدنیا هکذا الی الأبد… و کل ظهور هو عبارة عن قیام و نشور.. اتحسبون ان الحساب و المیزان فی غیر هذا العالم قل سبحان الله عما یظنون..» (7).

و ننظر هنا فی العلاقة بین النصوص التی أوردناها فیتبین لنا ما یلی:

اولا: ان الصهیونیة تستهدف هدم الکیان الأسری للأممیین «غیر الیهود» فی مخططها من قدیم؛ باعتبار ان الأسرة هی الأمة الصغیرة، و منها

تعلم النوع الانسانی أفضل أخلاقه الاجتماعیة، التی تعد بدورها أجمل أخلاقه و أنفعها.. «من الأسرة تعلم النوع الانسانی الرحمة و الکرم، و لیس فی أخلاقه جمیعا ما هو أجمل منهما و أنفع له من مجتمعاته. فالرحمة فی اللغة العربیة من الرحم أو القرابة، و هی کذلک فی اللغات الهندیة الجرمانیة. لأن کلمة (کایند Kind) مأخوذة کذلک من الرحم، و کلمة الطفل التی تتمثل الرحمة کلها فی العطف علیه مأخوذة منها.. و الکرم فی اللغة العربیة مأخوذ من النسب الصریح الذی لا هجنة فیه، و هو فی اللغات الهندیة الجرمانیة مأخوذ کذلک من «الجائر Genre«.. و المنسوب الیها هو الکریم.. و اذا تتبعنا سائر الفضائل و المناقب الخلقیة المحمودة بلغنا بها فی أصل من أصولها علی الأقل مصدرا من مصادر الحیاة فی الأسرة فالغیرة و العزة و الوفاء و رعایة الحرمات کلها قریبة النسب من فضائل الأسرة الأولی، و لا تزال من فضائلها بعد تطور الأسرة فی أطوارها العدیدة منذ عشرات القرون…» (8).

و لا بقاء لما کسبه الانسان من أخلاق المروءة و الایثار اذا هجر الأسرة و فکک روابطها و وشائجها.


1) صافی ناز محمد کاظم: فی مسألة السفور و الحجاب.

2) د. محسن عبدالحمید: حقیقة البابیة و البهائیة ص 142.

3) سورة الانعام، الآیة 121.

4) المصدر السابق ص 81، 162، 163.

5) صافی ناز محمد کاظم: السابق، ص 16.

6) المصدر السابق ص 178.

7) المصدر السابق ص 94.

8) عباس محمود العقاد: حقائق الاسلام و أباطیل خصومه، ص 164.