جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

شهادة المودودی و آثار الصهیونیة و البهائیة

زمان مطالعه: 9 دقیقه

و بعد ما تقدم نقدم هنا شهادة الأستاذ أبی الأعلی المودودی فی بعض جوانب هذه الحضارة، التی أفسدتها الصهیونیة و روافدها البهائیة و ما أنشأته من آثار تنطوی علی تهدید مدمر للحیاة الانسانیة ذاتها فضلا علی الخصائص الانسانیة.

من کتاب «الحجاب«:

»أن اساطین الفلسفة و الأدب و أقطاب العلوم الطبیعیة الذین رفعوا لواء الاصلاح فی القرن الثامن عشر، کانوا – کما سبق لنا الاشارة الیه – یجابهون نظاما للتمدن فیه أنواع من القیود و السدود، و فیه صلابة من غیر مرونة، و عسر من غیر یسر، طافحا بالتقالید التی لا یقبلها الطبع و الضوابط الجامدة، و الطرق المناقضة للفطرة و العقل. و زاد طینه بلة انحطاط القوم المتواصل علی طول القرون فجعله عقبة کأداء فی کل طریق للرقی. فبجانب، کانت النهضة العلمیة و العقلیة الجدیدة تبعث فی نفوس الطبقة المتوسطة أشد المیل الی التقدم و النبوغ بالعمل و الاجتهاد الذاتی. و بجانب آخر کانت علی رؤوسهم طبقة الأمراء و الزعماء الدینیین تبالغ فی شدهم بالأغلال التقلیدیة. فمن الکنیسة الی الجندیة و القضاء، و من قصور الامارة الی المزارع و دور التجارة.. کل شعبة من شعب الحیاة، و کل مؤسسة للتنظیمات الاجتماعیة، کانت تجری علی نظام یتبح لبعض الطبقات المخصوصة بحجة امتیازاتها القدیمة و حقوقها المتوارثة، أن تعسف و تجور علی من لا

ینتمی الیها من العاملین الناهضین، فتذهب بثمار أعمالهم، و تستأثر بنتاج مواهبهم و کفاءاتهم. فکل محاولة یقوم بها القائمون لاصلاح تلک الحال کانت تخفیف و تفضل، بازاء أثرة الطبقات المسیطرة و جهالتها..

»لهذه الأسباب کلها غدت الطبقات الناشدة للاصلاح تثور فی نفوسهم مع الأیام ثائرة الانقلاب الجامحة، حتی غلبت علیهم و عمتهم، آخر الأمر، نزعات البغی و الثورة علی هذا النظام الاجتماعی بجمیع شعبه و أجزائه.. و راج بین الناس نظریة متطرفة فی الحریة الشخصیة، ترمی الی اعطاء الفرد الحریة التامة، و الاباحیة المطلقة بازاء المجتمع. فأصبحوا ینادون بأنه یجب أن یکون للفرد الحق المطلق فی عمل ما یشاء، و الحریة الکاملة فی ترک ما یشاء، و لیس للمجتمع أن ینتزع منه الحریة الشخصیة… الخ (1).

»من غرائب الاتفاق أنه قد واتت هذا الانقلاب الفکری – و هو فی صدر شبابه – أسباب تمدنیة أخری. ففی هذا العصر قامت الثورة الصناعیة الشهیرة، و أعقبتها تغیرات هامة فی الحیاة الاقتصادیة، کان من آثارها المترتبة علی الحیاة التمدنیة ما هو عون علی تحویل وجهة سیر الاجتماع الحدیث الی حیث ترید الآداب الانقلابیة أن تحولها. و ذلک أن تصور الحریة الشخصیة، الذی نشأ علیه النظام الرأسمالی، جاءت الاختراعات المیکانیکیة، و امکانات و فرة الانتاج الصناعی تحکمه و تقویه. فأقامت الطبقات الرأسمالیة مؤسسات صناعیة و تجاریة کبری، و تحولت المراکز الجدیدة للصناعة و التجارة الی مدن عامرة، أصبح ینجر الیها من القری و الأریاف أضعاف الملایین من النفوس. و غلت تکالیف الحیاة غلاء فاحشا، و ارتفعت أسعار الحاجیات للحیاة، من المطعم و الملبس و المسکن، الی ما فوق طاقة العامة، زد علی ذلک أن أضیف

الی حاجات الحیاة ما لا یحصی من وسائل المعیشة المتجددة لأسباب راجع بعضها الی ارتقاء التمدن و بعضها الی مساعی أهل الثروة.

»و لکن النظام الرأسمالی لم یوزع الثروة بین الناس بما یکفل للجمیع وسائل الحصول علی تلک المتع و اللذات، و أدوات الزینة و الزخرفة التی أدخلها فی لوازم الحیاة، بل هو لم یهیی‏ء للعامة من وسائل المعاش ما یسدون به عوزهم بسهولة من حاجات الحیاة الحقیقیة – و هی السکنی و الطعام و اللباس – فی تلک المدن التی قد زج بهم الیها..

کان من نتائج ذلک کله أن أصبحت المرأة کلا علی زوجها، و أصبح الولد عبثا علی أبیه، و تعذر علی کل فرد أن یقیم أود نفسه، فضلا عن أن یعول غیره من المتعلقین به. و قضت الأحوال الاقتصادیة أن یکون کل واحد من أفراد المجتمع عاملا مکتسبا. فاضطرت جمیع طبقات النساء – من الأبکار و الأیامی و الثیبات – أن یخرجن من بیوتهن لکسب الرزق رویدا.

»و لما کثر بذلک اختلاط الصنفین، و احتکاک الذکور و الاناث، و أخذت تظهر عواقبه الطبیعیة فی المجتمع، تقدم هذا التصور للحریة الشخصیة، و هذه الفلسفة الجدیدة للأخلاق، فهدأ من قلق الآباء و البنات، و الاخوة و الأخوات، و البعولة و الزوجات، و جعل نفوسهم المضطربة تطمئن الی أن الذی هو واقع أمام أعینهم، لا بأس به، فلا یوجسون منه خیفة، اذ لیس هبوطا و تردیا، بل هو نهضة و ارتقاء و لیس فسادا خلقیا، بل هو عین اللذة و المتعة التی یجب أن یقتنیها المرء فی حیاته، و أن هذه الهاویة التی یدفع بهم الیها الرأسمالی، لیست بهاویة النار، بل هی جنة تجری من تحتها الأنهار (2).

»و ما وقف الأمر عند هذا الحد. بل جاء النظام الرأسمالی الذی دفعت قواعده علی هذا التصور للحریة الشخصیة، فمنح الفرد حقا مطلقا من کل قید أو شرط فی اکتساب الثروة بکل ما أمکنه من الطرق. و تبعته فلسفة الأخلاق فأباحت له کل وسیلة یمکن أن تتخذ لجمیع الأموال، و ان کان اثراء الفرد الواحد بتلک الوسائل و الطرق مهلکة أفراد کثیرین.. و بذلک تألف نظام التمدن، من أوله الی آخره، علی صورة تؤثر الفرد علی الجماعة من کل وجهة، و لیس فیها ضمان للمحافظة علی مصالح الجماعة بازاء أثرة الفرد. فانفتحت السبل علی اخوان الطمع و الأثرة لیغیروا و یعتدوا علی المجتمع کیف یشاءون. فعمد هؤلاء الی الغرائز الانسانیة یتحسسون فیها مواطن الضعف و الخلل، و راحوا یتفننون فی استغلالها لأغراضهم. فقام واحدهم، و روج فی الناس سیئة الخمر جلبا للثروة الی جیبه، و لم ینهض منهم من ینقذ المجتمع من غوائل هذا الطاعون. و قام آخر و ابتلی خلق الله بآفة الربا، و نصب شبکته فی القاصیة و الدانیة، و ما هناک من بدفع عن دماء الناس ضر هذا العلق، بل حافظت القوانین علی مصلحة هذه الدویبة الفتاکة، کی لا یسلم منها أحد بقطرة من دمه. و جاء ثالث و أشاع فی المجتمع طرقا مبتکرة للقمار، حتی لم تسلم شعبة من شعب التجارة من عنصره، و ما ثمة من یتقدم لحفظ الحیاة الاقتصادیة من هذه الحمی المحرقة.

»و ما کان من الممکن فی هذا العصر من الأنانیة و البغی و العدوان الفردی أن یعزب عن اخوان الأثرة و الطمع، ذلک الضعف الانسانی الأکبر.. الشهوة الجامحة.. التی یمکنهم باستثارتها جلب کثیر من المنافع. فلم یفتهم ذلک فعلا، بل استخدموا غریزة الشهوة العارمة فی الانسان ما وسعهم و ما أمکنهم. اذ أصبح مدار العمل و العنایة کلمة فی المراقص و المسارح و مراکز اخراج الأفلام، علی أن تستخدم لها الغید الحسان، و یعرضن علی المنصة فی صورة أکمل من التبرج، و فی هیئة أقرب ای العری، و یجلب الذهب من جیوب الرجال بأکثر ما یمکن من اضرام نار الشهوة فیهم.. جاء قوم فمهدوا الأسباب لاکراء النساء، و تقدموا

بحرفة البغاء الی أن أصبحت تجارة دولیة منظمة.. و جاء آخرون فتفننوا فی صنع أدوات الزینة و الزخرفة، ثم عمموها فی المجتمع لیزیدوا من غریزة التبرج التی جبلت علیها المرأة الی أن یجعلوها فیهن هوسا، و یجمعوا بذلک الذهب و الفضة مل‏ء أکفهم.. و جاء فئة أخری فاخترعوا لملابس النساء أزیاء کاشفة مغریة، و استخدموا کل فاتنة الجمال لتلبسها و تغشی بها النوادی و الحفلات، حتی یقبل علیها الشباب و یفتنوا بها، فتغرم الفتیات بتلک الأزیاء الجدیدة من اللباس، و تربح تجارة مخترعیها. و تذرع آخرون باشاعة الصور العاریة و القصص الغرامیة، و المقالات الخلیعة، الی استدرار الأموال، و أخذوا کذلک یملأون جیوبهم باصابة العامة بالجذام الخلقی. حتی انتهت الحال، علی مضی الأیام، الی أن لم تبق ناحیة من نواحی التجارة خالصة من عنصر الاغراء. و ها أنت ذا صرت لا تری فی زمانک هذا اعلانا من الاعلانات التجاریة فی الجرائد و المجلات، الا و سمته الملازمة البارزة، صورة امرأة عاریة أو فی حکم العاریة، کأنه لم یعد من الممکن أن یکون اعلان ما وافیا بالغرض بدون وجود المرأة (3) و لا تجد کذلک فندقا من الفنادق و لا مقهی، و لا صالة عرض الا و قد استخدمت فیها المرأة لتعمل عملها المغناطیسی فی الرجال.

»و کأن المجتمع المسکین المخذول لا یملک – حیال ذلک کله – الا وسیلة واحدة للمحافظة علی مصالحه. و هی أن یستعین بتصوراته الخلقیة علی دفع تلک الغارات عن نفسه، و یتحفظ من استیلاء غریزة الشهوة علیه.. و لکن النظام الرأسمالی لم یکن من الضعف و الهوان بحیث یمکن رد حملته بسهولة. و انما کان من ورائه فلسفة کاملة الأداة، و عسکر شیطانی عرموم، من العلوم و الآداب، کانا لا یزالان یعملان عملهما فی نسخ النظریات الخلقیة و محوها من النفوس.

»و من براعة القاتل – و الله – أن یحمل قتیله علی الاستسلام للقتل بطیب خاطره و رضاه» (4).

… «و هذه حال المرأة عندهم.. و أما الرجال فما تزیدهم کل هذه المظاهر الخلابة من الجمال النسوی الا شوقا و طموحا و نهمة. لأن نار الشهوة و العاطفة البهیمیة المتأججة فی الصدور، لا تخمد بکل منظر جدید من الخلاعة و السفور، بل تزداد لهیبا، و تتطلب منظرا آخر أکثر منه سفورا و حسورا و تکشفا. و مثلهم فی ذلک کمثل من تصیبه لفحة من السموم، فیکاد لا یسکن ظمؤه. کلما ازداد شربا ازداد عطشا و ظما. فهم دائما فی اعداد أدوات، و تهیئة أسباب و ظروف لاطفاء أوار شهوتهم المبرح بهم، و لا یهدأ لهم دون ذلک بال، و لا هم یستقر لهم قرار. و ما هذه الصور العاریة، و هذا الأدب المکشوف و هذه القصص الغرامیة و هذه المراقص و المباذل، و المسرحیات المشحونة بالانفعالات و النزعات العارمة.. ما هذه کلها الا نماذج من جهودهم و حیلهم التی یتعاطونها لا خماد الشهوات الجامحة – و لکن فی الحقیقة لاستثارتها و النفخ فیها – التی أججها هذا المجتمع الماجن، و تلک الحیاة الاجتماعیة الضالة، فی صدر کل فرد من أفرادهم.. و لکنهم سموها بالفن لاخفاء هذا الضعف الکامن فی نفهوسهم و فی حیاتهم.

»و لا یزال هذا الداء الوبیل – من غلبة الشهوات البهیمیة – ینخر فی کیان الأمم الغربیة، و یتنقص من قوة حیاتها بسرعة هائلة. و التاریخ یشهد أنه ما سری هذا الداء فی مفاصل أمة، الا أوردها موارد التلف و الفناء. ذلک بأنه یقتل فی الانسان کل ما آتاه الله من القوی العقلیة و الجسدیة لبقائه و تقدمه فی هذه الحیاة. و أنی للناس – لعمر الله – ذلک الهدوء و تلک الدعة و السکینة، التی لابد لهم منها لمعالجة أعمال الانشاء و التعمیر، ما دامت تحیط بهم محرکات شهوانیة من کل جانب، و تکون عواطفهم عرضة أبدا لکل فن جدید من الاغراء و التهییج،

و یحیق بهم وسط شدید الاستثارة، قوی التحریض، و یکون الدم فی عروقهم فی غلیان مستمر بتأثیر ما حولهم من الأدب الخلیع، و الصور العاریة، و الأغانی الماجنة، و الأفلام الغرامیة، و الرقص المشیر، و المناظر الجذابة من الجمال الأنثوی العریان، و فرص الاختلاط باصنف المخالف. أستغفر الله – بل أنی لهم و لأجیالهم الناشئة – أن یجدوا فی غمرة هذه المهیجات الجو الهادی‏ء المعتدل الذی لا مندوحة عنه لتنشئة قواهم الفکریة و العقلیة، و هم لا یکادون یبلغون الحلم حتی یغتالهم غول الشهوات البهیمیة و یستحوز علیهم. و اذا هم وقعوا بین ذراعی هذا الغول فأنی لهم النجاة منه و من غوائله و عوادیه؟» (5).

»کان أکثر الأمم تأثر بحرکة منع التناسل هی فرنسا. فکانت نسبة الموالید فیها الی الانخفاض منذ أربعین سنة علی التوالی (عند نشوب الحرب العالمیة الاولی) و لم تکن الا عشرین مقاطعة من مقاطعات فرنسا السبع و الثمانین تربو فیها نسبة الموالید علی نسبة الوفیات. و اما المقاطعات السبع و الستون الباقیة، فکانت نسبة الوفیات فیها اکبر من نسبة الموالید. و کان معدل الوفیات فی بعض مقاطعاتها یتراوح بین 170، 130 بازاء کل مئة مولود. فلما نشبت الحرب العالمیة الأولی، و دفعت الأمة الفرنسیة الی موقف حرج بین الموت و الحیاة، أدرک فکرها بغتة أن هذه الأمة البائسة تفتقر الی شباب مقاتلین، و رجال محاربین، و أنه أن ضحی – علی الفرض – بذلک العدد القلیل من شباب الأمة و فتیانها فی الدفاع عن الوطن فی تلک الآونة، فانه لن تمکن النجاة من کرة العدو الثانیة. فکان من انبعاث هذا الشعور فی نفوس الفرنسیین أن تملکت مشاعرهم فکرة الاستزادة من النسل حتی خبلتهم، و جعل الکتاب و الصحفیون و الخطباء – و حتی أهل الجد من رجال الدین و السیاسة – کلهم یهیبون بالناس، من کل جانب، و بصوت واحد: ان یکثروا من التولید و التناسل، و لا یبالوا بالقیود

التقلیدیة من النکاح و الزواج. و نادوا ان العذراء التی تتبرع برحمها للتولید خدمة للوطن، تستحق العز و الکرامة لا العتب و الملامة! و کان هذا العصر المضطرب بطبیعة حاله حافزا قویا لدعاة الحریة و الاباحیة، فانتهزوا الفرصة السانحة، و بثوا جمیع ما کان قد بقی فی جعبة فکرهم الشیطانی من النظریات» (6).

»ان أول ما قد جر علی الفرنسیین تمکن الشهوات منهم، اضمحلال قواهم الجسدیة، و تدرجها الی الضعف یوما قیوما. فان الهیاج الدائم قد أوهن أعصابهم، و تعبد الشهوات یکاد یأتی علی قوة صبرهم و جلدهم، و طغیان الأمراض السریة قد أجحف بصحتهم. فمن أوائل القرن العشرین لا یزال حکام الجیش الفرنسی یخفضون من مستوی القوة و الصحة البدنیة المطلوب فی المتطوعة للجند الفرنسی، علی فترة کل بضع سنین، لأن عدد الشبان الوافین بالمستوی السابق من القوة و الصحة لا یزال یقل و یندر فی الأمة علی مسیر الأیام. و هذا مقیاس أمین یدلنا – کدلالة مقیاس الحرارة فی الصحة و التدقیق – علی کیفیة اضمحلال القوی الجسدیة فی الأمة الفرنسیة» (7).

»و النکبة الثانیة العظیمة التی قد جرها علی التمدن الفرنسی طغیان الشهوة المطلقة، و رواج الأباحیة و قبولها: هی خراب النظام العائلی و تقوض بنیانه…..» (8).

»و الأمة الفرنسیة – کما أسلفت – لا تزال تهبط فیها نسبة الموالید منذ ستین عاما متوالیة. ففی بعض السنین تزید نسبة الوفیات علی نسبة الموالید و فی

الأخری تتساویان، و فی الثالثة لا تزید علی نسبة الوفیات الا بقلیل جدا. و بجانب آخر لا یزال عدد الجالیة المهاجرین فی فرنسا ینمو و یکثر، فکانوا قرابة ثلاثة ملایین من بین اثنین و أربعین ملیونا من سکان فرنسا الاصلیین سنة 1931. و ان استمرت الحال علی ما هی علیه الآن، فلا یستبعد أن تعود الأمة الفرنسیة عند ختام القرن العشرین أقلیة فی وطنها هی…» (9).

»و لا یحسبن أحد أن الأمة الفرنسیة تنفرد بذلک کله و تشذ عن غیرها فی هذا الباب بل الأمر أن جمیع الأمم التی قد آمنت بما ذکر آنفا من نظریات الأخلاق و مبادی‏ء الاجتماع المتطرفة تماثلها و تجاریها فی تلک الحال«…. (10).


1) ابوالأعلی المودودی: کتاب الحجاب، ص 61 – 60.

2) کانما هذا الرجل الفاضل العمیق النافذ یصف ما تقوم به صحافة و کتاب قصة و أجهزة توجیهیة کثیرة فی بلادنا، فی دأب و اصرار.. ان بروتوکولات صهیون تقول: انها ستقوم بهذا التدمیر فی جمیع الأمم، لتسقط فی ید ملک صهیون فی النهایة.. سید قطب: السابق، ص 145.

3) یعقب الاستاذ سید قطب علی ذلک یقوله «اقرأ هذا، و اقرأ صفحات (المرأة) فی صحافتنا کلها، فأجد کانما الرجل یصف ما عندنا، لا ما هو واقع فی ذلک العالم الرأسمالی و أعود الی «بروتوکولات صهیون» فأجد فیها النص علی اتباع هذه الحظة. و اعلم – اذن – من أین تستقی صحافتنا مناهجها، و ما هی الخطة التی تنفذها فی مجتمعنا..؟!.

4) المودودی السابق، ص 87 – 82.

5) السابق ص 39 – 37، راجع فی کتاب سید قطب ص 149: شهادة الدکتور کاریل السابقة فی ضرورة الکبت فترة، ضمانا للنهو العقلی، علی عکس ما یهتف به دعاة الاباحیة و النحلل و البهائی للشباب المسکین، تنفیذا لبروتوکولات صهیون!.

6) السابق (المودودی) ص 73 – 72.

7) و قد علق الاستاذ سید قطب علی ذلک بقوله: و مثل هذه الظاهرة اخذت تنجلی فی الشباب الامریکی. فقد أعلن رئیس الولایات المتحدة ان أکثر من ملیون شاب امریکی لم یصلحوا للخدمة العسکریة من بین ستة ملایین تقدموا للتجنید. و عزا ذلک الی ضعف بنیة الشعب الامریکی بصفة عامة، نتیجة حیاة الترف التی انغمس فیها.. «سید قطب: السابق ص 150«.

8) المودودی: السابق، ص 114.

9) المودودی: السابق، ص 132.

10) المودودی: السابق، ص 123.