جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مؤتمر بدشت سنة 1264هـ

زمان مطالعه: 2 دقیقه

اجتمع الدعاة المرتدون الثمانیة عشر وقرروا أن یحضروا معهم کل الذین استمالوهم وأن یعقدوا منهم مؤتمراً فی صحراء بدشت بین خراسان ومازندران وعلی رأسهم باب الباب (حسین البشروئی) وقرة العین وحسین علی المازندرانی الذی تلقب فیما بعد بالبهاء وجعلوا الدعوة الظاهرة لهذا المؤتمر هی التفکیر فی الوسائل الممکنة لإخراج الباب من السجن، أما المقصود لهذا المؤتمر فهو إعلان نسخ دین الإسلام. وما أن انعقد المؤتمر حتی اندفعت قرة العین تلهب حماسهم وتقرر حقیقة نحلتهم الجدیدة فقالت:

اسمعوا أیها الأحباب والأغیار إن أحکام الشریعة المحمدیة قد نسخت الآن بظهور الباب وأن أحکام الشریعة الجدیدة البابیة لم تصل إلینا، وإن اشتغالکم الآن بالصوم والصلاة والزکاة وسائر ما أتی به محمد کله عمل لغو وفعل باطل، ولا یعمل بها بعد الآن إلا کل غافل وجاهل. إن مولانا الباب سیفتح البلاد ویسخر العباد وستخضع له الأقالیم المسکونة وسیوحد الأدیان الموجودة علی وجه البسیطة حتی لا یبقی إلا دین واحد وذلک الدین الحق هو دینه الجدید. وبناء علی ذلک أقول لکم وقولی هو الحق: لا أمر الیوم ولا تکلیف، ولا نهی ولا تعنیف فاخرجوا من الوحدة إلی الکثرة ومزقوا هذا الحجاب الحاجز بینکم وبین نسائکم بأن تشارکوهن بالأعمال، وأصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلی الجلوة فما هن إلا زهرة الحیاة الدنیا وأن الزهرة لا بد من قطفها وشمها؛ لأنها خلقت للضم والشم ولا ینبغی أن یعد أو یحد شاموها بالکیف والکم، فالزهرة تجنی وتقطف، وللأحباب تهدی وتتحف. وأما ادخار المال عند أحدکم وحرمان غیرکم من التمتع به فهو أصل کل وزر وأساس کل وبال، لا تحجبوا حلائلکم عن أحبابکم إذ لا ردع الآن ولا حد، ولا منع ولا تکلیف ولا صد، فخذوا حظکم من هذه الحیاة فلا شیء بعد الممات.

وبعد انفضاض المؤتمر وتسرب أنبائه ثارت ثائرة رجال الدین والدولة فی إیران فطلب الشاه من ولی عهده ناصر الدین وهو فی تبریز أن یحضر الباب من سجنه فأقر الباب أمام العلماء بأنه جاء بدین جدید فوجه إلیه العلماء هذا السؤال: ما النقص الذی رأیته فی دین الإسلام وما الذی کملت به هذا النقص لو کان؟ فارتج الدعی ولم یجد شیئاً، فاستقر الرأی علی وجوب قتله مرتداً بعد أن أطبق العلماء علی کفره وردته.

ولما جاء وقت التنفیذ حمل الباب من سجنه ومعه أحد أتباعه لإعدامهما فی أحد میادین تبریز الذی کان مکتظاً بفئات کثیرة من الناس حضروا لیشاهدوا مصرع هذا الضال بید أن القنصل الروسی استطاع أن یتصل بقائد الفرقة المکلفة بتنفیذ حکم الإعدام وأن یغریه برشوة کبری لیحاول إنقاذ الباب. وشد هذا الباب إلی عمود طویل ومعه تابعه والناس یلعنونه ویستعجلون الفتک به، وأطلق الجنود ثمانمائة رصاصة استقرت کلها فی جسد تابعه المغرور غیر واحدة من هذه الرصاصات فقد قطعت الحبل الذی ربط به الباب وحینما إنجاب الدخان الکثیف رأی الناس جسد التابع ممزقاً تحت العمود، أما الباب فقد فر، غیر أن بعض الجند الذین کانوا یعرفونه ویجهلون قصد قائدهم مزقوا جسده بالرصاص فانهار قنصل الروس وبکی من هول ما أصیب به. وقد ترکت جثته فی خندق طعاماً للوحوش بعد أن صور قنصل الروس الجثة وبعث بالصورة إلی حکومته ثم نکلت الحکومة بأتباعه وأعدمت الکثیر منهم ومن بینهم قرة العین.