تحدثنا عن اخفاء ولادته و غیبته الصغری و ما أثاره ذلک من شکوک.
و قد ناقشنا ما یتصل بأمر خفاء ولادته:
أولا: بما أنذر بها مقدما من الروایات المتواترة عن المعصومین علیهمالسلام و بیان أنها مما تفرضه الظروف الموضوعیة المتصلة بالسلطة الحاکمة من جهة و بعمه جعفر الکذاب من جهة أخری، و قد أشرنا هنا الی بعض ما قدمناه منها.
ثانیا: ان خفاء ولادته کان نسبیا، و أشرنا الی ما مر من أن أباه الحسن علیهالسلام أراه کما قدمنا فی الروایات الواردة عنه من الثالثة حتی الثامنة الی عدد کبیر من شیعته، و نص علیهالسلام أمامهم علی امامته، و أوردنا أیضا من ذلک منها ما لم نورده هناک، و ذکرنا عددا آخر ممن شهد بولادته، و رؤیته، و رأی دلائل الامامة منه.
تحدثنا عن غیبته علیهالسلام، و انقطاعه عن الصلة بالناس فی الغیبة الصغری، فقد ربطناها – کما هو الواقع – بنفس الظروف الموضوعیة التی أوجبت اخفاء ولادته علیهالسلام و ذکرنا فی الاجابة علی التساؤلات:
أولا: انذار المعصومین علیهمالسلام بها، و التنظیر لها بما ورد فی تاریخ الأنبیاء علیهمالسلام.
و أشرنا الی بعض ما أوردناه من ذلک فی البحث الثانی من الفصل الأول.
ثانیا: انها کانت نسبیة، و قد أشرنا الی أهم مظاهر حضوره و هم النواب الأربعة ثم ذکرنا عددا آخر ممن شهده و رأی البرهان علی امامته فیها، و قد ذکرنا أنهم أحصوا ممن رآه ثلاثمئة و أربعة أشخاص.