الفصل الأول، و یتضمن تمهیدا و ثلاثة بحوث؛ و قد عرضنا فی التمهید و البحث الأول: أولا: بیان أن الاعتقاد بظهور الامام المهدی علیهالسلام عقیدة اسلامیة لا شیعیة فقط، و وقفنا عند المشککین به و رأسهم ابنخلدون، و ذکرنا ما أورده من حیثیات هذا التشکیک ثم ما تصدی له به کبار العلماء من أهل السنة من مناقشات تبطل کل ما استند الیه من هذه الحیثیات بصورة مفصلة و تقدم الأدلة علی صحة الاعتقاد بالامام المهدی علیهالسلام و ظهوره، و أوردنا عددا کبیرا من الکتب الحدیثیة التی خرجت الأحادیث فیه عن (25) صحابیا و ما نصوا علیه من صحة الکثیر منها.
وعدت تحت عنوان: الامام المهدی علیهالسلام من عقائد أهل السنة، لأقدم عددا من کبار العلماء نصوا عن کون الایمان به من عقائد أهل السنة، أو نصوا علی تواتر الأحادیث فیه مما ینهی حتما الی ذلک.
و تحت عنوان من هو المهدی؟ و متی ولد؟
بینت اختلاف المسلمین وراء القدر المشترک بینهم فیه…. فذکرت اختلافهم فی جده الأعلی، و ما اذا کان الحسن السبط، أو الحسین علیهالسلام؟
و ذکرت أدلة الطائفة الأولی التی رأت أنه من ذریة الحسن علیهالسلام و قد اعتمدت علی ثلاث روایات نوقشت، أولا، بأنها ضعیفة سندا، و بأن احداها مقطوعة، و ثانیا، بأنها معارضة بروایات أخری أکثر و أصح بعضها عن راوی احدی الروایات السابقة نفسه، و لأنهم نصوا علی ما اصیب به هذا الراوی من نسیان و خلط فقد احتملنا أن الأمر فی روایته الأولی کان نتیجة لذلک…، و اتهمنا دعاة محمد بن عبدالله الحسنی المعروف بالنفس الزکیة بهذا التحریف کالذی حصل من دعاة المهدی العباسی الذین وضعوا ما یجعله من نسل العباس فأسقطها المحدثون و نصوا علی وضعها من قبلهم. أما الاختلاف فی اسم أبیه، و ما اذا کان اسمه عبدالله، او غیره…. فقد ذکرنا أن أساس اقول فی أن أباه عبدالله ما جاء فی الحدیث الوارد عنه صلی الله علیه و آله و سلم من قوله: «اسمه اسمی و اسم أبیه اسم أبی«، و الفقرة الأخیرة مضافة للحدیث کما یثبت البحث.
فقد أخرج المحدثون کأحمد بن حنبل فی المسند و الترمذی و أبو داود، و الطبرانی، و البیهقی أحادیث نص المحدثون علی صحتها خالیة من هذه الفقرة..
و قد أحصی الحافظ أبونعیم الأصفهانی: طرق الحدیث عن الجم الغفیر کلها عن عاصم بن أبیالنجود عن عبدالله بن مسعود عن النبی صلی الله علیه و آله و سلم فوجد أن (23) طریقا منها الأکثر الغالب یروی عن طرق شتی.
ثم بعد ذلک طریق آخر رواه غیر عاصم عن زر بن حبیش و هو عمر بن مرة… کل هذه الطرق روت الحدیث خالیا من هذه الزیادة الا ما کان من عبدالله بن موسی عن زائدة عن عاصم، و لذلک فان المقارنة بین 34 طریقا خالیة من هذه الزیادة بطریق واحد مضافا الی معارضته بأحادیث أخری متواترة تثبت بالنص أو الاستنباط بأن أباه الحسن علیهالسلام تجعلنا نقطع بسقوطه عن
الاعتبار و اتهام دعاة محمد ذی النفس الزکیة، أو دعاة محمد بن عبدالله المهدی العباسی بوضعه، ثم أوردنا ثلاث طوائف من الأحادیث التی رواها حفاظ أهل السنة و محدثوهم تنص الأولی منها علی أن الامام المهدی المنتظر علیهالسلام من ذریة الحسین علیهالسلام، و تنص الطائفة الثالثة بأنه التاسع من أئمة أهل البیت علیهمالسلام، و الطائفة الثالثة بأنه الثانی عشر من أئمة أهل البیت علیهمالسلام، و بذلک تثبتان أن أباه بحکم الواقع التاریخی هو الامام الحسن علیهالسلام لا عبدالله.