و انه مما یذکر فی هذا المقام ان القضاء الاداری المصری قد قرر أن هذه البهائیة لیست دیانة سماویة. بل لیست دیانة مطلقا و انما هی آراء قصد بها هدم
الاسلام، و نشر الفوضی و الالحاد بین المسلمین. و لذلک قد جاء فی فتوی لمجلس الدولة بشأن توثیق عقود زواج لئلاثة بهائیین، بعد الاطلاع علی المادة الأولی من القانون الخاص بالجمعیات الخیریة، و المؤسسات الاجتماعیة و بعد أن تبین أن تعالیم الطائفة البهائیة، کما هو ظاهر من کتبها و ما سبق ان استظهرته محکمة القضاء الاداری بمجلس الدولة فی حکم سابق من أنها ترمی الی بث عقائد فاسدة تناقض أصول الدین الاسلامی و عقائده و تنتهی الی تشکیک المسلمین فی آیات کتبهم و نبیهم بل انها تخالف الأدیان السماویة و من حیث أن محاولة نشر هذه العقائد الفاسدة و اذاعة کتبها و تعالیمها فی بلد دینه الرسمی الاسلام. و ما یترتب علی ذلک من تکدیر للسلم العام و اثارة الخواطر و اهاجة الشعور، لما یؤدی الیه فعلا من تعرض للأدیان القائمة و اثارة للمؤمنین به مما یدفع أغراض هذه المؤسسة بعد مشروعیتها و مخالفتها للنظام و الأمن العام، و استنادا الی ما بینته وزارة الداخلیة من أنها لا تعترف بالطوائف المذکورة کطائفة دینیة – من کل ما تقدم تری ادارة الفتوی و التشریع بمجلس الدولة أن ذلک یبعد بالعقد المراد بوثیقة عن الصحة، و یدمغه بالباطل لمخالفة أغراض هذه المؤسسة للنظام القائم فی مصر.
و الأصل فی هذه الفتوی کما یبدو من عبارتها أن محامیا تقدم بطلب توفیق عقود زواج نصوا فیها علی أن دیانتهم البهائیة. فامتنع الموثق لیعلم هل لهذه الطائفة وجود، و هل لها نظام للأحوال الشخصیة معترف به قانونا من الدولة، فأجابت وزارة الداخلیة بالسلب، و قامت مصلحة التوثیق ببحث حال هؤلاء، فانتهت الی أن البهائیة مذهب هدام و خصوصا للاسلام، و لیست بدین معترف به من الدولة، و انها لا تصلح أن تکون دیانة، و لذا لا تظفر بالحمایة، و لا یمکن مصلحة التوثیق أن توثق الا اذا کان للبهائیة صیغة طائفیة تسوغ التوثیق. و قد أشارت مصلحة التوثیق الی أن توثیق الطوائف التی لیس لها مجالس بالنسبة لعقود الزواج کان أمام المحاکم الشرعیة، و مصلحة التوثیق قائمة مقام المحاکم الملغاة فی ذلک، و قد تولت اختصاصها الذی ما زال قائما متمیزا.
و لکن بعد أن دمغوا بهذا تقدموا باعتبار أنهم جمعیة خیریة روحیة و طالبوا بتطبیق قانون المؤسسات، و قد کانت الفتوی دامغة هذا أیضا.
و الحق ان البهائیة یشتد نشاطها فی الدیار الاسلامیة فی عهود الدعوات الانحلالیة التی یغذیها أعداء هذا الدین، فقویت عقب الحرب العالمیة الأولی، و قویت عقب الحرب العالمیة الثانیة، و هی الآن ترفع رأسها، و لابد من قطعه، أو عودته الی شیکاغو موطن دعایته.
و تأنی البهائیة بعد ظهور الاسلام بقرون لا لتسبب فی انهیار المجتمع الفارسی فحسب؛ بل و المجتمع الانسانی کذلک؛ بدعایتها الرجعیة؛ التی تعید الانسان الی الجاهلیة الشاذة مستخدمة أخلاطا من الجاهلیات القدیمة؛ فی احتقار المرأة و الحط من شأن انسانیتها.