یری اللورد راسل أن هیئة الأمم المتحدة لیست صالحة للقیام بمهمة الحکومة العالمیة، أو حتی بمهمة السعی لانشاء الحکومة العالمیة، و هو فی الحقیقة کان ینظر الی الأمم المتحدة فی ظروف مختلفة عن ظروفها الراهنة، کان الصراع الدولی فی أشده، و کانت الأمم المتحدة أحد میادین هذا الصراع، فهو یقول:
»ان الأمم المتحدة عاجزة، لیس فقط لأنها تستبعد من عضویتها بعض البلدان، و انما بسبب حق الفیتو أیضا. فهی لا تستطیع أن تتطور لتصبح حکومة عالمیة، فی الوقت الذی یظل فیه حق الفیتو ساریا. الا أنه من جهة أخری یصعب محو حق الفیتو فی الوقت الذی یحتفظ فیه التسلح الوطنی بقوته الراهنة. و بالنسبة لهذا
الأمر، کما یبدو ماثلا فی المسألة الألمانیة، یجب أن یتقرر موضوع نزع السلاح، قبل أن یصبح بالامکان ایجاد أی حل مقبول.
»ان وجود نقائص فی منظمة الأمم المتحدة هو الذی یجعل وجود لجنة تنسیق فرعیة هیئة أفضل من المنظمة للبدء بمشروعات التوفیق بین الدول. و بوسع المرء أن یتأمل أنه اذا ما عملت مثل هذه المنظمة، فی الوقت الذی تکون لها فیه قدرة استشاریة فقط، اذا ما عملت بحکمة، فقد تحصل فی الوقت المناسب علی سلطة أخلاقیة تجعل اقتراحاتها یصعب مقاومتها» (1).
و یقول أیضا:
»ان الحجة الرئیسیة فی صالح الحکومة العالمیة، هی أنها اذا ما شکلت علی النحو الملائم، یمکن أن تمنع الحرب، و مع ذلک، فقد یکون من السهل اقامة منظمة تعلو علی القومیات، و یمکن أن ندعوها بالحکومة العالمیة، ولکنها لن تمنع الحرب بشکل فعال. ان مثل هذه الحکومة ستقابل معارضة أقل بکثیر من الحکومة التی تکون فیها جمیع القوات المسلحة التی یعتد بها، تحت سلطتها. و مادام هذا شرط جوهری لوجود منع طویل الأمد للحرب، فاننی لن أشرف باطلاق اسم الحکومة العالمیة، أیة منظمة أخری أقل فعالیة منها» (2).
1) »هل للانسان مستقبل«، برتراند راسل، ص 116.
2) »هل للانسان مستقبل«، برتراند راسل، ص 97.