جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

حول السلام العالمی

زمان مطالعه: 2 دقیقه

اتخذ البهائیون من السلام العالمی شعارا أساسیا لهم، تماما کداعیة السلام برتراند راسل حامل جائزة نوبل للسلام، الذی یبرر استعمال السلاح النووی لانشاء الحکومة العالمیة و للمحافظة علیها بعد قیامها.

و مع أننا نراهم یقیمون مجمل دعواهم علی ضرورة انهاء الحروب و اقامة السلام الدائم، فانهم یعودون الی القول بأن السلام العالمی لیس الغایة، و انما هو الوسیلة.

فالغایة هی اقامة الحکومة العالمیة، سواء بالسلم أو عن طریق الحرب.

یقول کتاب «مختصر المبادی‏ء البهائیة» (ص 56 – 60(:

»تکاد المبادی‏ء البهائیة بأجمعها تخدم غایة واحدة بعینها هی تأسیس السلام العالم علی الأرض و تحقیق وحدة عالم البشر. و یصرح بهاءالله أن الغایة من بعثته و ظهوره هی تحقیق النبوءات التی أعلنها جمیع الأنبیاء السابقین بمجی‏ء عصر السلام و استقرار الصلح و المحبة بین عموم البشر. و الکتب السماویة القدیمة مشحونة بذکر هذا العصر و التغنی به و ببهائه العظیم…

»و من جملة الحلول الواردة فی التعالیم البهائیة لأجل تأسیس السلام العام هی تحدید التسلح و تحریم وسائل العنف و المقاومة«.

و یقول بیان بیت العدل الأعظم الموجه الی شعوب العالم فی شهر تشرین الأول (أکتوبر) 1985:

»ان التفاؤل اذی یخالجنا مصدره رؤیا ترتسم أمامنا، و تتخطی فیما تحمله من بشائر نهایة الحروب و قیام التعاون الدولی عبر الهیئات و الوکالات التی تشکل لهذا الغرض. فما السلام الدائم بین الدول الا مرحلة من المراحل اللازمة الوجود، ولکن هذا السلام لیس بالضرورة، کما یؤکد بهاءالله، الهدف النهائی فی التطور الاجتماعی

للانسان، انها رؤیا تتخطی هدنة أولیة تفرض علی العالم خوفا من مجزرة نوویة، و تتخطی سلاما سیاسیا تدخله الدول المتنافسة و المتناحرة و هی مرغمة، و تتخطی ترتیبا لتسویة الأمور یکون اذعانا للأمر الواقع بغیة احلال الأمن و التعایش المشترک، و تتخطی أیضا تجارب کثیرة فی مجالات التعاون الدولی تمهد لها الخطوات السابقة جمیعها و تجعلها ممکنة. انها حقا رؤیا تتخطی ذلک کله لتکشف لنا عن تاج الأهداف جمیعا، ألا و هو اتحاد شعوب العالم کلها فی أسرة عالمیة واحدة«.

و یقول الداعیة البهائی جون أسلمنت:

»و خلال فترة الانتقال من الفوضی الدولیة الی الوحدة الدولیة ستحدث حروب تعسفیة، و فی هذه الحال یکون لزاما علی الأمم اتخاذ اجراءات قویة فی سبیل الحفاظ علی العدل الدولی و الوحدة و السلام. و قد کتب عبدالبهاء فی الرسالة المدنیة ما ترجمته: – «بل قد تکون الحرب أحیانا أساسا للصلح الأعظم، کما قد یکون التدمیر سببا للتعمیر… و تقوم الحرب علی نوایا صالحة فیکون الغضب عین اللطف و الظلم جوهر العدل و الحرب بنیان الصلح» (1).

و اذا، فالحکومة العالمیة لیست وسیلة لبناء السلام العالمی، و انما السلام العالمی هو الوسیلة لاقامة تلک الحکومة. لذا، هم لا یتورعون عن شن حرب نوویة، أو حرب عالمیة، لاقامة حکومتهم المنشودة، ان لم ینفع السلام العالمی لذلک.

فبرضوخ شعوب الأرض لحکومتهم العالمیة یتجلی السلام العالمی الذی یریدون.

و هم یطرحون برنامجا سیاسیا خیالیا لضمان السلام العالمی ظاهره السذاجة و باطنه المکر الأسود، أساسه نزع السلاح، و رضوخ الشعوب للارادة الدولیة، تلک الارادة التی لم یعد أحد یجهل مقوماتها، و ذلک سواء فی رسم الحدود السیاسة أو رسم السیاسة الاقتصادیة أو السیاسة الدفاعیة أو حتی السیاسة التعلیمیة و السیاسة الاجتماعیة الخ..


1) »منتخبات من کتاب بهاءالله و العصر الجدید«، جون أسلمنت، ص 190.