یقول المعرب: هذه کانت اعترافات جاسوس من جواسیس أعادی الاسلام و المسلمین الذین تزیوا بزی أجل أفراد المسلمین و أنبلهم لیعبثوا فیهم و فی بلادهم فسادا، و یفسدوا السذج و البسطاء و الضعفاء، و یحیدوا بهم عن طریق الحق و مسلک الصدق و سبیل العدل و الصراط السوی.. فبلغوا المنی و أصابوا الهدف و الغرض و نالوا المقصود و المطلوب، و أوقعوا الخلاف و الاختلاف فی المسلمین عامة و فی تابعی مذهب أهل البیت خاصة.
فاستعمروا بذلک بلاد المسلمین و استثمروها، و رکبوا أکتاف المسلمین و استعبدوهم، و فرقوهم فسادوهم و سلطوا علیهم فاستحقروهم و استولوا علیهم فاستخدموهم..
نعم، هذا جزاء الآبق من مولاه و الهارب من سیده، و هذا جزاء الخارج علی ولی نعمائه و منجیه من المهالک، و هذا جزاء من خالف الحق و تبع الباطل، و هذا جزاء من ترک سبیل الرحمن و سلک مسلک الشیطان، و هذا جزاء من حاد عن سبیل الله و عدل عن نظام القرآن..)و الذین کفروا أولیاؤهم الطاغوت یخرجونهم من النور الی الظلمات) (من کفر بالله من بعد ایمانه الا من أکره و قلبه مطمئن بالایمان و لکن من شرح بالکفر صدرا فعلیهم غضب من الله و لهم عذاب عظیم، ذلک بأنهم استحبوا الحیاة الدنیا علی الآخرة، و أن الله لا یهدی القوم الکافرین أولئک الذین طبع الله علی قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئک هم الغافلون لا جرم أنهم فی الآخرة هم الخاسرون) (1).
أجل، کان المجد و الشرف و السیادة و العظمة و الجلالة.. للمسلمین یوم کانوا مؤمنین بالله و برسوله و بکل ما جاء به الرسول صلی الله علیه و سلم من أصول الاسلام و فروعه من الأخلاقیات، و العبادیات و الاجتماعیات، و الاقتصادیات و….
و کانوا معتقدین أن حلال محمد صلی الله علیه و سلم حلال الی یوم القیامة و حرامه حرام الی یوم
القیامة، و أن الناس مجزیون «یوم الحساب» بأعمالهم ان خیرا فخیر و ان شرا فشر. فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره، و من یعمل مثقال ذرة شرا یره.
قد خلت من قبلکم سنن فسیروا فی الأرض فانظروا کیف کان عاقبة المکذبین. هذا بیان للناس و هدی و موعظة للمتقین. و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون ان کنتم مؤمنین (2).
1) النحل من آیة 105 – 109.
2) آلعمران: 131 – 133.