جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

المقدمة: المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة لماذا؟

زمان مطالعه: 4 دقیقه

لیس من شک فی أن القرآن الکریم قد کرم المرأة؛ فقال الله تعالی فی کتابه الکریم «و لهن مثل الذی* علیهن بالمعروف» (1) و قال الرسول الخاتم علیه* أفضل الصلاة و أزکی السلام: «النساء شقائق الرجال» رواه مسلم. و الاسلام الدین الذی أتم الله تعالی به نعمه علینا و أکمل لنا به الدین، و رضیه جل شأنه لنا دینا؛ منح المرأة مکانة من أکرم ما یمکن أن تمنح؛ و ما لم تمنحها ایاه عقیدة سماویة أو «ایدیولوجیة» أرضیة. قال رسول الله صلی الله علیه و سلم حینما سأله سائل: «یا رسول الله من أحق بحسن صحبتی؟ قال: أمک، قال: ثم من؟ قال: أمک، قال: ثم من؟ قال أمک، قال ثم من؟ قال: أبوک» رواه البخاری و مسلم، و قال علیه أزکی السلام: «الجنة تحت أقدام الأمهات» رواه احمد و النسائی و البیهقی فی شعب الایمان، و قال صلی الله علیه و سلم: «خیرکم خیرکم لنسائکم» و روایة أخری تقول «لأهله» «أخرجه الترمذی و الدارمی و ابن ماجه«.

فالدین الکامل؛ الذی سبق الأدیان السماویة و العقائد الأرضیة فی تقریر حقوق الانسان؛ هو الدین الاسلامی الذی کرم المرأة؛ و لم یجعلها أدنی من الرجل؛ بل جعل النساء شقائق الرجال فی الاحترام و الحقوق و غیر ذلک. بل ان القرآن الکریم لم یفرق بین الرجال و شقائقهم من النساء فی الدعوة و الاعلام الاسلامی؛ فالنساء مسئولات بنفس درجة المسئولیة مع الرجال عن الدعوة و التبلیغ. یقول الله تبارک و تعالی: «و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولیاء بعض یأمرون بالمعروف و ینهون عن المنکر» (2) صدق الله العظیم.

و للنساء نصیب فی الأجر و الثواب؛ بتقریر القرآن الکریم. یقول الله تبارک و تعالی: «ان المسلمین و المسلمات و المؤمنین و المؤمنات و القانتین و القانتات و الصادقین و الصادقات و الصابرین و الصابرات و الخاشعین و الخاشعات و المتصدقین و المتصدقات و الصائمین و الصائمات و الحافظین فروجهم و الحافظات و الذاکرین الله کثیرا و الذاکرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظیما» (3).

ذلک أن مکان المرأة فی الاسلام: لیس مکانا مقررا باعتبارها امرأة فحسب؛ و لکن باعتبارها «انسانا» کرمه الله تعالی؛ و تبارک أحسن الخالقین: و أهمیة البحث هنا اذن؛ حول المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة؛ ترتکز علی مکان الانسان فی العقیدة الحق؛ و الدعایة المزیقة التی یروج لها البهائیون حول مساواة النساء بالرجال؛ و هی الفکرة التی تدعیها الدعایة البهائیة للترویج لها بین النساء خاصة؛ و الشباب من الجنسین عامة؛ لأن البهائیة لا تخاطب «العقل» و لکنها تخاطب «الغرائز«؛ و لذلک رکزت الدعایة البهائیة علی هذه الفکرة فی اطار «مبادئها» الاساسیة التی تروج لها فی کل مکان. فنحن تقرأ فی کتاب

»بهاء الله و العصر الجدید» «ان احدی الأنظمة الاجتماعیة التی جعل بهاء الله بهاء أهمیة عظیمة هی مساواة النساء بالرجال» (4).

و یعتبر البهائیون هذا المبدأ من أعظم مبادئهم؛ و یکثرون من الترویج له بین الناس. و فی الوقت الذی یستخدم البهائیون «الشعارات البراقة» التی تحمل مضمونا عکسیا مثل شعار (المساواة بین النساء و الرجال(. فانهم یحملون من التناقضات التی تکشف عن تخبط کثیر؛ ما یجعلنا تربط بین البهائیة و بین عقوبة الفطرة؛ و نقوم بحق دیننا الحنیف فی کشف المخططات التی لا تستهدف هدم الکیان الاسلامی فحسب، و انما تستهدف هدم الکیان الانسانی العام؛ لصالح حکماء صهیون.

فاذا کان کل اجتماع انسانی یتجه الی غایة رابطة؛ و تتضافر الجهود کلها للوصول الی هذه الغایة؛ فان غایة هذا الکتاب هی الغایة الانسانیة العالیة غایة فعل الخیر و تجنب الشر الذی تروج له البهائیة و المذاهب الهدامة فی الشرق و الغرب؛ مستهدفة المرأة و الکیان الأسری فی صمیمه.

و الواجب علی کل امرأة مسلمة و غیر مسلمة أن تواجه هذه الشر الصهیونی المنبع البهائی الشکل؛ حفظا للنفس و العقل و النسل و الدین و المال. و هی الأمور التی بنیت علیها الدنیا؛ و لذلک وجب علی کل مجتمع فاضل أن یجعل غایته المحافظة علیها، و دفع الآفات الاجتماعیة – مثل البهائیة – التی تحاول أن تعرض مصلحة من هذه المصالح للضرر؛ و نهتدی فی منهج هذا الکتاب بحرص الشرع الاسلامی علی أمرین أساسیین:

اولهما: جلب المنفعة لأکبر عدد ممکن من المجتمع.

ثانیهما: دفع الضرر؛ و قرر الشرع الاسلام أن دفع الضرر مقدم علی جلب

المنفعة اذا تساوت المنفعة مع الضرر، أو لم یکن تفاوت واضح بینهما، و الضرر البهائی یکمن فی تستره وراء دعایة براقة؛ یخدع بها ذوات النیات الحسنة؛ و من أجل هؤلاء و اولئک أقدمنا علی تألیف هذا الکتاب عن المرأة المسلمة فی مواجهة البهائیة؛ حتی تواصل دورها فی تکوین الأجیال الانسانیة التی تصنع الحضارة؛ و تحقق کلمة الله علی الأرض.

و لقد اقتضانا المنهج العلمی فی هذا الکتاب أن نقسمه الی سبعة فصول: فخصصنا الفصل الاول لدراسة النظرات الهدامة للمرأة و التی ارتبطت بعقوبة الفطرة؛ و لا سیما فی البهائیة. أما الفصل الثانی فقد ترکز حول دراسة اکذوبة المساواة بین الرجال و النساء کما تروج لها البهائیة فی دعایتها لاستهواء الناس؛ و بینا المعنی الحقیقی للمساواة فی القرآن الکریم، و دحض أکاذیب البهائیة.

و خصصنا الفصل الثالث لدراسة طبیعة المرأة؛ فی ضوء اکتشافات العلم و بحوث العلماء؛ و واجهنا البهائیة بها لکشف أکاذیبها حول المرأة؛ و قدمنا عددا من الشهادات الهامة التی تؤید ما نذهب الیه.

و جاء الفصل الرابع بعنوان «المرأة و دین الفطرة» لتتعرف فیه علی سبیل الخلاص للانسانیة؛ کما یحدد منهجه القرآن الکریم. و ناقشنا مزاعم البهائیة و المبشرین حول المرأة المسلمة؛ و قدمنا شهادات لکبار المفکرین الاوربیین المنصفین، فی مقدمتهم جارودی.

و یکشف الفصل الخامس عن ارتباط البهائیة بالصهیونیة و محاولاتها لتنفیذ مخططات حکمائها فی تدمیر الحیاة الاسریة للأممیین (غیر الیهود(.

أما الفصل السادس فیکشف عن اباحة المحرمات فی البهائیة کوسیلة من وسائل هدم الکیان الاجتماعی الانسانی.

و ناقشنا فی الفصل الأخیر قضیة تعدد الزوجات و حکمة الاسلام فیها؛ مفتدین

ما تدعیه البهائیة من أکاذیب یناقض بعضها بعضا.

و جاءت خاتمة الکتاب لتبین مکانة المرأة فی القرآن الکریم و کیف کرمها الله سبحانه و تعالی أفضل تکریم.

و نرجو أن نکون قد وفقنا فی هذا البحث؛ و الذی حاولنا فیه أن نلتزم بالمنهج العلمی قدر المستطاع؛ و نسأل الله التوفیق، فجل من لا یخطی‏ء تحیزا أو قصورا فی عالم البشر.


1) سورة البقرة، الآیة 228.

2) سورة التوبة، الآیة 71.

3) سورة الاحزاب، الآیة 35.

4) بهاء الله و العصر الجدید، ص 48.