و لنبدأ بالأول فالأول و نلقی نظرة عابرة و لکن نظرة تحقیق و تدقیق.
و من ضمن الطقوس التی وضعوها هی الصلاة.
فالصلاة عندهم لیست الا لعبة من اللعبات و مع وجوبها لیست بواجبة فیقول المازندرانی فی أقدسه: «فرض علیکم الصلاة و الصوم من أول البلوغ أمرا من لدن الله ربکم و رب آبائکم الأولین» (1).
و ابنه و خلیفته یقول: «الصلاة أس أساس الأمر الالهی و سبب الروح و حیاة القلوب الرحمانیة… و الصلاة و الصیام من أعظم الفرائض لهذا العصر المقدس» (2).
و یقول أیضا: «اعلم أن الصلاة لازمة مفروضة و لا عذر للانسان بأی حال من الأحوال من عدم اجرائها اذا کان معتوها أو منعه منها مانع قهری فوق العادة» (3).
هذا من جانب و من جانب آخر یقول البهاء المازندرانی حسین علی: «من کان فی نفسه ضعف من المرض أو الهرم عفا الله عنه – الصلاة و الصوم – فضلا من عنده انه لهو الغفور الکریم» (4).
و «عفی المسافرون عن الصلاة و الصوم و جعل بدل الصلاة سجدة واحدة» (5).
و أما حسین علی فلم یصل فی حیاته مطلقا لأنه کان هو القبلة یتوجهون الیه فی صلواتهم فالی من کان یتوجه هو؟
ثم الاله لا یحتاج الی مثل هذه الطقوس و الرسوم.
و ابنه مثله لأنه لم ینقل عنه صلاة بهائیة مطلقا بل کان منافقا مخادعا مکارا یصلی مع المسلمین صلاتهم و خلف امامهم و فی مساجدهم، فکان مسلما مع المسلمین، و مسیحیا
مع المسیحیین یدخل فی کنائسهم، و یهودیا مع الیهود یرکع فی معابدهم، و ملحدا مع الملحدین کما بیناه فی محله (6).
فلنرجع الی المقصود و هو أن مصطنعی البهائیة یفرضون الصلاة تارة و یعدونها من أوجب الواجبات و یهملونها تارة أخری، فهذا هو عباس آفندی یقول أیضا: «و عند التکسر و التکاسل لا یجوز الصلاة و لا یجب، و هذا حکم الله من قبل و من بعد، طوبی للسامعین و السامعات و العالمین و العاملات الحمد لله منزل الآیات و مظهر البینات» (7).
و أما عدد الصلوات و رکعاتها و أوقاتها فهی ثلاثة برکعات تسعة حین الزوال و البکور و الآصال.
»قد کتب الله علیکم الصلاة تسع رکعات لله منزل الآیات حین الزوال فی البکور و الآصال و عفونا عدة أخری أمرا فی کتاب الله انه لهو الآمر المقتدر المختار» (8).
و هذه الثلاثة تسمی الکبری و الوسطی و الصغری.
و یکفی أداء واحدة منها کما قال ابنه و شارح آیاته و مفسر تعلیماته فی جواب سائل «هل تجب الصلوات الثلاثة کما نزل فی الأقدس أم لا«؟ فقال: ان الصلوات الثلاثة لیست بواجبة بل تکفی منها الواحدة – أی: اذا صلی الصغری فلا حاجة الی الکبری و الوسطی و هکذا لو صلی الوسطی لا یحتاج الی أن یصلی الکبری و الصغری» (9).
و یکفی أن یقول فیهما: «شهد الله أنه لا اله الا هو المهیمن القیوم، فان قال هذا فقد أدی الصلاة الوسطی، و فی السفر یکفی عن الصلاة أن یقول ساجدا: سبحان الله» (10).
1) »الأقدس» الفقرة 23.
2) »خزینة حدود و أحکام» للخاوری البهائی الباب الأول، الفصل الأول، ص 14.
3) »بهاءالله و العصر الجدید«، ص 96 و خزینة حدود و أحکام، ص 13.
4) »الأقدس» الفقرة 24.
5) أیضا الفقرة 31.
6) فالنظر لتفصیل ذلک المقال «زعماء البهائیة و فرقها» فی الکتاب.
7) »خزینة حدود و أحکام«، ص 47.
8) »الأقدس» الفقرة 13.
9) »رسالة سوال و جواب» المندرجة فی «خزینة حدود و أحکام«، ص 22.
10) »الأقدس» الفقرة 32 «خزینة حدود و أحکام» ص 26.