جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

البهائیة و التخبط فی نظرتها للمرأة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و ما وقعت فیه البهائیة من تخبط فی النظر الی المرأة، یکشف عن تناقض مع الفطرة و الاخلاق الانسانیة. و لا یقل أثر الاضطراب و التخبط فی النظرة الی المرأة و الی علاقات الجنسین فی المجتمع الانسانی، عن أثر التخبط و الاضطراب فی النظرة الی الانسان و فطرته و استعداداته، فکلاهما – کما یقول الاستاذ سید قطب – ینبع من معین واحد: هو الجهل بحقیقة هذا الکائن بنوعیه، و من الهوی کذلک و الضعف، ثم الانقطاع – مع هذا الجهل و الهوی و الضعف -عن منهج الله و هداه.

و لادراک اهمیة مسألة التخبط البهائی فی النظر الی المرأة و الی علاقات الجنسین – لابد لنا هنا من استصحاب المقدمات التی صدرنا بها الحدیث عن الفطرة الانسانیة. و لمن یرید المزید فلیرجع الی ما کتبه الاستاذ سید قطب عن فطرة الانسان و استعداداته، فهی بنصها تنطبق علی موضوع البحث. و لا سیما ان الحیاة البشریة «یستحیل ان تستقیم و تعتدل و تطمئن، اذا کانت علاقة الجنسین غیر مستقرة، و اذا کانت تتأرجح – تبعا للنظرة الی المرأة – من أقصی الیمین الی أقصی الیسار، او اذا کانت تستند الی الجهل و الضعف و الهوی (1) «کما هو الحال فی الدعایة البهائیة«.

و من أمثلة التخبط البهائی فی النظر الی المرأة، استنادا الی الجهل و الضعف و الهوی، و جهلا بالفطرة الانسانیة، ما یروجون له عن غیر فهم تحت شعار «المساواة بین الرجال و النساء«، و یعتبرون هذا الشعار من أهم الشعارات التی یجب أن تعلن عن البهائیة بهدف استدراج الجماهیر و اغوائهم، فقد جاء فی کتاب «بهاء الله و العصر الجدید«: «ان احدی الأنظمة الاجتماعیة التی جعل بهاء الله بها أهمیة عظیمة هی مساواة النساء بالرجال» (2).

و استغل عباس أفندی الذی لقب نفسه عبدالبهاء هذا الشعار فی الدعایة البهائیة بین المسلمین و غیر المسلمین، و لا سیما فی اوروبا و أمریکا، حیث هیأت له الصهیونیة العالمیة أسباب السیاحة فیهما و لیتلقی من زعماء المنظمة الصهیونیة التعالیم التی ینبغی أن ینفذها تحت اسم «البهائیة» فی اطار المخطط الصهیونی المتستر بأسماء غیر صهیونیة.

و قد استغل عبدالبهاء هذا و أتباعه شعار «المساواة بین الرجال و النساء» فی عالم تخبط فیه النظر الی المرأة، و تأرجح بین الغلو و التفریط، و هو یشرد عن الله، و یتخذ لنفسه مناهج تقوم علی الجهل و الهوی و الضعف و الشهوة، و لا یستقر علی وضع معتدل هادی‏ء مطمئن فی طور من الأطوار.


1) المرجع السابق، من ص 49 – 37.

2) بهاء الله و العصر الجدید، ص 148.